هذا الكتاب لم يكن سهلاً في كتابته. لقد جعلني أدرك أن
الكثير من ذكرياتي هي من دون كريستينا. كل ذاكرة
سأقوم بها من ۱٤ فبرایر ۲۰۰۷ ، هي ذكریات بدونها.
عندما بلغت السابعة والعشرین من عمري ، أدركت أني
عشت أكثر حياتي بدونها .
النساء العربيات، على الرغم من أنهن محجبات تمامًا، لسن خجولات، ولا مانع من أن يتشاجرن أو يساومن على الأسعار أو يتحركن بمفردهن في الأسواق وما إلى ذلك. ولا يبدو أنهن يعانين من حجابهن. الظاهر أن العرب يعلقون أهمية أقل- من معظم الشرقيين- على فكرة التلامس؛ فغالبًا ما يسير الرجال العرب جنبًا إلى جنب، وفي بعض الأحيان يدًا بيد مع امرأة (وهو أمر لا يمكن السماح به عند بعض الأجناس الشرقية). في الحافلات هناك ملاطفات بريئة بين النساء العربيات والرجال الأوروبيين. يبدو أن شرائع المسلمين التي تمنع شرب الخمر متبعة بشكل صارم، لكنهم من ناحية أخرى يدخنون الكثير من أنواع المخدرات(الكيف) ذات التأثير المخدر، ويقال إنها غير قانونية، ومع ذلك يمكن الحصول عليها في كل مكان.
"اذا استولى عليك شعور بأن محاولاتك الأدبية تعينك على رؤية نفسك ورؤية العالم رؤية أوضح، وأن ما كتبته يشحذ عزيمتك على خوض غمار الحياة، ويجلو معدن ضميرك، فالزم مقام الأدب، ولا يهم إن صرت كاتبا أو لا، المهم أن ما كتبته سيصنع منك إنسانا واعيا بقيمته في الحياة، إنسانا يقظا، حاد البصيرة. أما إذا اكتشفت أن كتابة الأدب والاستمتاع بها ستقف حجر عثرة في مشوار حياتك ولو في أضيق الحدود، وإنها ستغويك بسلك طرق جانبية، نهايتها الغرور وتبلد المشاعر، فالق بكل القصائد والنصوص وكل ما كتبته، بل وكل ما كتبناه جميعا، وراء ظهرك".
خمسة عشر ألف رسالة، هي إجابات وتعليقات هيرمان هسه على الخطابات المُرسلة إليه، نُشرت في أربعة مجلدات ضخمة بين 1973 و1984، تحت عنوان “هيرمان هسه: الرسائل الكاملة”، ونشر منها في هذا الكتاب نحو عشرة بالمئة فقط، وهي رسائل هسّه إلى الشباب
تميل خطابات اورويل الى ان تكون عملية ينطبق هذا على رسائله لأصدقائه بمثلما ينسحب على مراسلاته مع وكلائه الادبيين، اذا يعتذر سريعاً اذا ما تأخر في تنفيذ واجباته او اهمل بعض المجاملات الاجتماعية، حتى رسائله الى الينور جاك وبريندا سالكلد وليديا جاكسون، فقد كان ينقصها التحبب، على الرغم من رغبته الجلية في انشاء علاقات غرامية معهن.
حزن كثيراً لوفاة ايلين ووالده وأمه وأخته مارجوري، لكنه كان متحفظاً بشأن التعبير عن ألمه، وهذه ليست بالضرورة دلالة على بروده، ولكنها الطريقة التي تربى عليها أولئك الذين ولدوا بظروف صعبة تشبه ظروف جورج أورويل، فهم ممن تجبرهم الحياة على ان لا يظهروا ضعفهم أو حزنهم لأحد، او بشكل علني على الأقل. يعتقد أورويل ان الألم والمعاناة نسبيان، حيث أن المأساة نفسها تؤثر على الناس بصور وأشكال مختلفة. لقد عاصر حربين عالميتين طاحنتين أدتا لمقتل اكثر من مائة مليون إنسان، وظلت اشباح هذه الفجيعة مخيمة في خاياله، مما انعكس على رؤاه وكتاباته، وطباعه أيضا
يمكن لأحدهم ان يصف اورويل بالعناد والصرامة، وقد شبهه احد أصدقائه بشخصية الحمار في (مزرعة الحيوان)، على الرغم من ذلك يذكر الصحفي ديفيد استور انه عندما يكون مكتئباً او مضطرباً، فإنه يهاتف اورويل ملتمساً مقابلته في حانة محلية، لأنه يعرف ان أورويل سيضحكه ويسليه ويشجعه. يمكن ان ينسب هذه الصرامة الى الأوضاع المالية، فقد كان اورويل مقلساً في كثير من الأحيان.
لا يُمكن الإحاطة التّامة بأيّ تجربةٍ إبداعيّةٍ فذّة من دون اكتشاف عالمها الذاتي المكنون، تلك الغرف السريّة المُحاطة بالغموض والأسرار، بالذكريات المرّة والجميلة، بالتجارب القاسية والغنية التي فصنعت الذات الكاتبة وصقلتها، نحن على الدوام ممتنون لتلك الإضاءات الباهرة التي سلطها الكتّاب الكبار على كواليس حياتهم، ومشاغلهم الداخليّة، سواء عبر كتابة السيرة الذاتيّة أو الرسائل الشخصيّة. وحين تخص الرسائل واحداً من أهم روائيي القرن العشرين، مارسيل بروست، فنحن إزاء سفر ثمين بالتأكيد يجعل من قراءتها تجربة مثيرة ومليئة بالفائدة، لما تكشفه من خصوصية وثراء وعمق إنساني.سنقرأ صاحب (البحث عن الزمن المفقود) كما لم نقرأه من قبل، وستقعُ بين أيدينا صورة الوجه الآخر للأديب الشهير، بورتريه الإنسان العاديّ، الغارقُ بتفاصيل حياته وتقلباتها، نضاله من أجل الكتابة، صراعه مع المرض، والعقبات اليوميّة التي واجهته، وبراعته في التعامل مع كل ذلك وصولاً لتحقيق أحلامه، سفر مذهل للمجد والانسحاق! بروست هنا خارج حسابات النقد الصارمة ومعايير الصحافة والدراسات، ذات إنسانية تتقلب في مجمرة عميقة وقاسية اسمها: الحياة.
بقيت انا هنا اخوض معاركي مع نفسي ، واحارب كل شئ بحماقة دون كيخوت أصارع الطواحين العملاقة التي تدور في رأسي كل الوقت ، ارشقها باللعنات وأصب عليها جام غضبي ، وانتظر كل يوم أن تطحنني أخيرا وأذهب الى السماء دون رجعة ، لكن هيهات حتى هذه الأحلام الصغيرة تستحق الوأد قبل أن تولد مثلي تماما ومثل كل هؤلاء الصغار حولي .
الى استاذ اللغة العربية في المرحلة الاعدادية والذي طلب منا ذات يوم في حصة التعبير أن نكتب رسالة الى صديق .. اليه وهو يبتسم حين قرأ الرسالة التي كتبت فعلق ساخراً بشيء من الطيب " لو وصلت هذه الرسالة الى صديقك لمزقها".