في بقعة أخرى من الأرض تبعدها مسافات كثيرة عن المكان الذي تقع فيه مَلك كانت خيوط الشمس تداعب عتمة السماء في استحياء ليتسلل نورها بعناية حتى تغطي الشمس المساحة المظلمة فيغدو الليل نهاراً و تبتسم السماء بعد عبوسها..إلا أن ظلمة عليّ لم تنطفىء بعد و كيف لها أن تفعل وهو لم يسمح لخيوط النور بتخطيه..كيف له أن يُنير و هو القمر الذي يستمد نوره منها..كيف له أن يفعل و شمسه بعيدة كل البعد عنه..إلا أنه لم يأبه بذاكرته ولم يسمح لذكرياته أن تُثنيه عن قراره ذاك..هو ما زال يذكرها..ما زالت تخطر على باله..كيف لا و كل ما حدث بينهما كان دقيق كحد السيف تماما..السيف ذي الحدين..إما أن يحميها أو أن يحكم عليهما بالموت لا مُحال..إلا أن السيف كان بيده هو وحده وهو من قرر أن يغرز السيف وسط قلوبهما..و لربما هي من ساهمت بذلك لتقريبها منه كل ذاك القرب..و الآن لا هما قادران على التقدم نحو بعضهم البعض أكثر ولا التراجع..فالسيف سيؤلمهما أكثر و يزيد من عمق جرحهما ولا هما قادران على التراجع فقد حدث ما حدث..هناك طريقة واحدة فقط و هي يقينهم بأن حدة السيف تؤلمهما إلا أنه لا خيار أمامهما سوى أن يبقى الحال على ما هو عليه..فتقدم أحدهما قد يعني موت الآخر على ما يبدو..فهما عالقان بين حد السيف ذي الوجهين إن تقدم أحدهما غُرس بشدة في صدر الآخر وازداد عمقاً أو لعل تقدمهما معاً قادر على أن يزيد عمق الجرح أكثر أو لعلهما ينجيان بتقدمهما.
Reviews
There are no reviews yet.