اسم المؤلف:-
يوسف زيدان
3.500 ر.ع.
هذا الكتاب ، يطرح محورين أو بالأحرى مشكلتين إحداهما دقيقة دينياً، والأخرى خطيرة معرفياً . الأولى المشكلة ذات الشجون الثلاثية ( القدس، و الإسراء، والمعراج) وهي موضوع الفصل الأول والأطول الذي مهدت في الكلام بمقدمات أرجو ألا يمل منها القارئ، وأن يصبر عليها نظراً لأهميتها في التأسيس لوجهة النظر المطروحة في نهاية هذا الفصل، ولأن من شأنها الفصل في كثير من السجون التي عانى منها واقعنا المعاصر، العربي والإسلامي، وسيظل يعاني ما دام أوهامنا متداخلة ومتراكمة عبر الزمان ومتشنجة .
والمشكلة الأخرى، وبالأحرى المعضلة، التي تدور بقية فصول هذا الكتاب حولها. هي حالة الجهالة بالتراث القديم، واتساع الهوة بين ماضينا وحاضرنا، ومحاولة فهم الواقع العربي والإسلامي المعاصر. دون الرجوع إلى جذور الظواهر والأمور التي تصطخب حولنا ومن المستحيل فهمها، إلا بعد إمعان النظر في نشأتها وتطورها عبر الزمان. ولهذا جمعت الفصول التراثية بين موضوعات متعد دة، منها مشکلات المخطوطات وطبيعة التقاليد الصوفية، ونصوص مهجورة، ومهمة وبديعة، أردت أن يطل القارئ العربي المعاصر من خلالها على اللغة التراثية المبدعة الناصعة.
وبطبيعة الحال، فإن طرح هذه الأمور من شأنه زيادة الوعي بالماضي شرط لفهم الحاضر واستشراف المستقبل، ومن شأنه أيضا الرد على الدعاوى المتداعية الداعية القطيعة مع التراث العربی، بزعم أن ذلك شرط للتقدم! مع أن تجارب الأمم وخبرات التاریخ تدل بوضوح على أن نهضة الأمم، على اختلافها، ارتبطت دوما بإحياء التراث السابق عليها. ثم تطويره واستكمال مساره، على قاعدة التواصل لا القطيعة.
والعجيب أن المنادى بالقطيعة المعرفية مع تراثنا، والمتنادين إليها، بصرف النظر عن دوافعهم ( الانحياز الثقافة محلية، لخلط بين العروبة الإسلام في وهم الملحدين، الجهل بشروط النهضة الحضارة) يستعملون اللغة العربية الهجوم على اللغة العربية. ويلجأون إلى المفاهيم الموروثة النقض الموروث من المفاهيم دون دراسته واستيعابه ومحاولة تطويره.. وهذا نهج عجيب، لا نريد أن نتوقف عنده أكثر من ذلك في هذه المقدمة الموجزة. وأخيراً ، فإنني أتمنى أن يكون لهذا الكتاب دورٌ ، مهما كان محدوداً، في الوصول إلى الغاية التي يصبو إليها. و هي عبور الهوة الفاصلة بين تراثنا بكل ما يشتمل عليه من رؤى وأطروحات وبلاغة وفنون فكرية ومعرفية، وواقعنا المعاصر بكل ما يشتمل عليه من اضطراب ذهنی وفوضى.. وحيرةٍ، تفرق النظر.
حالة التوفر: متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.