اسم المؤلف:-
بول بورجيه
5.000 ر.ع.
في فرنسا، في أواخر القرن التاسع عشر، طغى الإلحاد على عقول الشباب والمفكّرين، وسادت الدعوات التي تحرّض على رفض كل ذي عقيدة ونبذ كل ذي دين، حتى ماعادوا ينظرون إلى الأديان إلا على أنها بضعة أفكار بالية قد مضت عليها الأيام وعفت عليها السنين، وفي ذلك ألّف بورجيه روايته؛ كي يحارب تلك الأفكار، ويهاجم ما زعموا من معتقدات فاسدة ودعوات صريحة لانتهاك الأخلاق ومعاشرة اللذات.
هذا ما قيل، لكن في رأيي، المبني على هذه الرواية -المنقّحة، كما سنبين لاحقًا- التي بين يديّ، فإن بورجيه قد عمد إلى توجيه ضرباته نحو العقيدة الأخلاقية والنفسية للملاحدة، حتى أنه لم يتكلم عن الإلحاد كاتجاه فكري إلا في بضعة أسطر بصورة سريعة وعفوية، لكنه طوال الرواية كان يعيد ويزيد في الهجوم على الأفكار التي تتضمن أنه لا وجود لما يسمى «ضميرًا»، وأنه مجرد وهم ومحض خيال، وأن الخير يتساوى والشر، وكذا الحق والباطل، والقبيح والسيئ، والإقدام والتخاذل، وقد سدد ضرباته فأصاب، وهجم هجمته فنال وانتصر.
إذن، يمكننا أن نقول بأنه سعى إلى أن يهاجم هذه الدعوى «السفسطائية» في صورتها الحديثة، فالسفسطائيون قد اشتهروا منذ ألفي عامٍ بقولهم بنسبية الخير والشر، فبروتاجوراس السفسطائي قد اشتهر بعبارته (الإنسان مقياس كل شيء)، ومنهم من شطح إلى الاعتقاد بأنهما يستويان كما يستوي الحق والباطل، والجمال والقبح، والرذيلة والفضيلة.
حالة التوفر: متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.