اسم المؤلف:-
محمد لطفي جمعة
3.700 ر.ع.
يعجـب بعـض النـاس للمشتغلين بـدرس آراء الأقدمين، وبحـث
مناهج المتقدمين، والوقوف على أخبارهـم، والأخـذ بالصحيـح
مـن تراجمهـم. وسـبـب هـذا العجـب ظنهـم أن كل قديـم قـد
عفـت آثاره، وانقطعت علاقتـه بهـذا الزمـن وأهلـه، فـلا فـائـدة
في تضييع العمر في التحـري عـن العتيـق مـا دامـت الحاجة إلى
الجديـد ماسـة، والنفـع بـه مؤكـدا. وجوابنـا عـلى هـذا: أن
البحث في القديـم ضروري لمعرفة الجديد وتفهمـه، وأن حيـاة
الفكر الإنساني منذ فجر الإدراك إلى آخـر الدهـر (إن كان لهـذا
الدهـر آخـر) سلسلة واحـدة متصـل أولهـا بوسـطها بآخرهـا
وقد يكون آخرها كأولها!
لأجـل هـذا اتجـه نظرنا إلى درس فلاسفة العـرب لأنهـم عنـوا
أشـد عنايـة بفلسفة اليونان، وتفرغـوا لهـا، ونقلوهـا إلى لغتهـم،
وشرحوهـا وفسروهـا، وعلقـوا عليهـا ووضحـوا غامضهـا وأبانـوا مبهمها.
وقـد وصلنا إلى درس حيـاة ابـن رشـد وفلسفته، وهـو مـن أكـبر وجوه التاريخ.
حالة التوفر: متوفر في المخزون
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.